الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رمــوز 14 جانفي 2011 يتحدّثون: قوى الردّة جعلتنا غرباء عن ثورة تحولت الى غنيمة

نشر في  15 جانفي 2014  (13:22)

 3 سنوات مرت اليوم على اندلاع الشرارة الأولى لثورة الحرية والكرامة، على انتفاضة شعب ضدّ الديكتاتورية والاستبداد، فذات 14 جانفي من سنة 2011 ، تجمهر عشرات الآلاف من التونسيين أمام أحد أهم رموز القهر والتعذيب والاستبداد، أمام مقر وزارة الداخلية رافعين يدّا واحدة ومرددين شعارا واحدا «ارحل» كلمة اهتزت على اثرها البلاد من شمالها الى جنوبها، وسجلها التاريخ وتناقلتها الشعوب العربية، فالشعب التونسي المسالم والشباب المهمش والمقهور ثار ضدّ الديكتاتور، واليوم والشعب يحتفل بمرور 3 سنوات نلاحظ أنّ الصورة تغيرت بدرجة كبيرة وكأن الشعب ليس ذاته حيث غابت اللحمة والصف الواحد وتشتت الأفكار وتفرقت التوجهات، اليوم كل يشدو على ليلاه ولكل اهدافه وتطلعاته، ولئن ظلت طموحات العامة والبسطاء واحدة وهي «شغل ..حرية ..كرامة وطنية» فان الطبقة السياسية تغردّ وحدها وتتصارع حول سلطة وكراس نعتقد انها لم تعد تهم الشعب التونسي الذي بات يفكر في لقمة عيشه وأمنه اكثر . أخبار الجمهورية حاولت الاتصال بشخصيات برزت وتركت بصمتها في ايام الثورة التونسية وطرحت عليها مجموعة من التساؤلات لعل ابرزها ماذا كسب الشعب التونسي وماذا خسر بعد 3 سنوات من اندلاع الثورة، وهل فعلا تحققت أهداف الثورة؟ فكانت اجاباتهم متراوحة بين التفاؤل والتشاؤم، مع العلم انه وباتصالنا بعون التراتيب فادية حمدي امتنعت عن الاجابة بتعلة انها مطالبة بالحصول على ترخيص مسبق من وزارة الداخلية نظرا الى كونها اصبحت تتبعها حيث وقع ترقيتها الى عون في البلدية وقالت حرفيا قبل ان نقفل الخط معها :»انا نخاف على خبزتي» ..جملة قد تعيدنا الى حادثة صفعها للبوعزيزي الذي خاف هو الآخر ذات 17 ديسمبر على خبزته…. خالد عواينية: «نعيش وسط مشهد غريب» شخصيا أعتقد أن يوم 14 جانفي هو يوم الانقلاب على المسار الثوري حيث أطل النظام القديم برأسه بعد ان وقع تأمين هروب بن علي، أطل من خلال  وقفة عبد الله القلال والغتوشي والمبزع ولقد حاول المناضلون في الجهات من خلال القصبة 1 التي انطلقت من منزل بوزيان بلدة اول شهيد ان يعودوا في المشهد بمعية الثوريين فتم قمعها، ثم كانت القصبة 2 التي تم اختراقها من قوى اصلاحية معتدلة فابتلعت طعم السبسي وطعم بن عاشور ساعتها وآنذاك انتهى كل شيء لأن المناضلين تفرقوا شيعا وذهبت كل مجموعة الى دكانها وهي تمني النفس بالحكم أو المشاركة فيه. دعوني أقول إن المشهد الموجود الآن سواء كان مشهدا رسميا مجلس وحكومة انتقالية هو مشهد غريب عن المسار الثوري وعن الثوريين لأنه ليس مولود من أرحام الثورة بل من أرحام الانتخابات لذلك ظلّ غير مستساغ من الثوار، وهو ما ولد حالة من الاحباط لأنه وللأسف الحكومات تغيرت لكن النظام والمنظومة هي ذاتها . بعد 3 سنوات أصبح المشهد غوغائيا في جزء منه وفوضوي في الجزء الآخر والسبب هو الوافدون الجدد عن العمل السياسي الذين لم يشاركوا في انتفاضة 17 ديسمير ومع ذلك نراهم في الصفوف الأمامية مقابل تعمد تغييب من يعبر على مطالب الثوار بالقتل والتغييب والتشويه لذلك نرى في الإعلام ما نرى من حالات مسخة وهجينة ….المشهد أصبح محبطا لذلك رأيت بأم عيني شباب كان في الصفوف الأمامية أصبح مدمنا على المخدرات وآخرون ركبوا قوارب الموت اما الى اوروبا او ليبيا او آسيا بعد 3 سنوات التقت الأحزاب ذات التوجه الإصلاحي الوسطي المعتدل -  الأحزاب غير الثورية -رغم خلافها العلني المزعوم التقت سرا والتقت علنا – من أجل المحافظة على النظام – السيستام- مقابل استبعاد كل من له نفس ثوري يروم تغيير المنوال والنظام وهم يفعلون ذلك وفاعلون بعد 3 سنوات المشهد -وعلى لسان الشهيد البراهمي – لم يتشكل بعد فالفرز لا زال على قدم وساق وعموما هناك فسطاطين الفسطاط المعتدل ويتكون من النظام القديم والحكومة الحالية وهم حراس الرأسمالية يعادون كل رغبة في التغيير وبين فسطاط ثان ويتكون من المؤمنين بما نادت به الجماهير يوم 17 ديسمبر والأيام الموالية له ان ما حدث يوم 17 ديسمبر على الأقل الى الآن هو انتفاضة تماما كما انتفاضة الخبز سنة 1984 وتماما كما انتفاضة فياضانات 1990 لم يتغير النظام بعدها بل ما حصل هو مجرد تغيير لفرق حاكمة وأضيف ان هذه المنطقة التي تشمل سيدي بوزيد وقفصة والقصرين والكاف وغيرها من مناطق أطلس الفقر والتهميش عرفت هزات وانتفاضات فثورة على بن غذاهم سنة 1864 التي أوقفت العمل بدستور 1861 لم يتغير بعدها النظام بل واصل البايات حكمهم وثورة قفصة 1980 التي رفع ثوارها والذين انتسبوا اليها – بعضهم لازال حيا – نفس شعارات 17 ديسمبر – التوزيع العادل للثروة – واحتجاجات فلاحي الرقاب وبوزيان والمكناسي و حراك بنعون في اوت 2010 أملي كل الأمل أن يحين المناضلون مكاسبهم المعرفية و أن يحينوا أدواتهم ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم الناصر العويني: «الثورة عوملت كغنيمة» لقد كسب الشعب التونسي وبعد مرور 3 سنوات عن اندلاع الثورة ارادة حرّة رغم كل العراقيل التي واجهته ورغم كل الوقت الضائع الذي فرض عليه بعد تاريخ 23 أكتوبر. من جهة اخرى أؤكد أن جزء من المشهد السياسي واخص بالذكر الترويكا الحاكمة وحركة النهضة تعاملوا مع الثورة كغنيمة وساهموا في «تحقيرها»، للأسف لقد اعتقد الشعب ان ثورته ستفتح أمامه ابواب كثيرة لكن الجهات التي ذكرتها تحاول الرجوع بنا الى الوراء وهو ما دفع بالبعض ممن كانوا يخجلون من الظهور بعد 14 جانفي 2011 بالتجرؤ واهانة الثورة التونسية اليوم. لقد أمل الشعب التونسي في ان تكون تونس في الصفوف الأمامية بعد ان كسبت احترام دول العالم لكنه فوجئ بعقلية مغايرة تماما لما تربى وعاش عليها وطالعته فتاوى غريبة من قبيل ختان الاناث وغيرها، لقد حلم الشعب بان تتحول تونس الى سويسرا العرب لكن وبعد 23 أكتوبر أكتوبر رأى ان تونس صارت أقرب الى تركيا وماليزيا واليوم نخاف ان تصبح بلادنا الصومال وكل هذا جراء ان من يحكم البلاد لم يؤمن يوما بالديمقراطية. ختاما أعتقد ان الأمل مازال قائما بوجود العزيمة على عدم العودة الى الوراء وبوجود قوى حية وديمقراطية وسيظل تاريخ 14 جانفي أعظم حدث اعاد الاعتبار الى ارادة الشعوب لذلك لا يجب ان يقلل من قيمته وعلينا مواصلة الاحتفال به. راضية النصراوي: «هناك صراع مع قوى الردة» بعد 3 سنوات لا يمكن ان نقول سوى أن الشعب التونسي كسب حريته وذلك بفضل تضحياته ودماء ابنائه، واستماته في الدفاع عن هذه الحرية ومقاومة كل من يحاول افتكاكها منه، في المقابل أعتقد ان أهداف الثورة لم تتحقق بعد وخاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي باعتبار ان الاختيارات المكرسة بعد سقوط بن علي لا تختلف كثيرا عن اختياراته التي ثار الشعب ضدها، وهو ما يدعوني الى القول ان مسار الثورة التونسية مازال مستمرا وما تشهده البلاد ومؤسساتها من صراع يندرج ضمن المعركة المستمرة بين قوى الثورة التي تريد السير بالبلاد الى برّ الأمان وبين قوى الردّة التي تريد العودة الى الديكتاتورية في لباس ديني او مدني، ختاما أنا واثقة أن النصر سيكون للديمقراطية. أحمد الحفناوي: «نخشى التجاذبات» ان المكسب الوحيد والذي لا جدال ولا خلاف عليه هو الحريات، وباستثنائها أقول ان الشعب أصيب بخيبة أمل كبيرة حيث لم تتحقق انتظاراته، من جهة أخرى ساهمت النخب السياسية والاحزاب في تفرقة الشعب وتقسيمه عوض توحيده فبتنا نسمع بتونسي سلفي وآخر علماني وجزء من الشعب مسلم والأخرون كافرون والسبب يعود الى التجاذبات السياسية التي باتت تعاني منها بلادنا، هذه التجاذبات التي دفعت بأبناء الشعب الواحد الى كره بعضهم البعض . ولعل من ابرز الأسباب الاخرى التي أدت الى تردي اوضاع البلاد على جميع المستويات هو نقص الخبرة السياسية لمن حكموا تونس بعد الثورة واقصد تحديدا حركة النهضة التي ساهمت باستراتيجتها في تردي المقدرة الشرائية وارتفاع نسب البطالة وتدهور الاقتصاد، لقد تفاقمت الأزمة وتدهورت الحياة الاجتماعية وفقد الشعب ثقته في السلطة.

سناء الماجري